الكويت تتأهب للصيف الحار: الحكومة الـ46 تواجه تكوين برلماني غير متغير

لم تُحضر الانتخابات البرلمانية الكويتية في 4 أبريل 2024 التغيير الذي طال انتظاره في تكوين السلطة التشريعية في البلاد.
على الرغم من الآمال في إصلاح سياسي كبير، لم تسر الرياح في انتخابات الجمعية الوطنية (البرلمان) لصالح الحكومة، كما أنها لم تلبي توقعات العديد من الفصائل الأخرى التي كانت تتوقع تحولًا كبيرًا في المشهد السياسي الذي يحكم السلطة التشريعية منذ ما يقرب من عقد من الزمن. تبين أن التغيير المتوقع كان ضئيلاً، حيث تم تغيير حوالي 10% فقط في التكوين البرلماني مقارنةً بالـ 22% المتوقع، مما أبقى 90% من الجمعية السابقة سليمة. وشمل ذلك عودة ثلاثة أعضاء سابقين إلى البرلمان: صالح أشور وأحمد الفضل من مجلس 2016، والدكتور عبيد الوسمي من مجلس 2020، مما أدى إلى 8 أعضاء جدد فقط من أصل 50 مقعدا. أعقبت الانتخابات الأخيرة حل البرلمان لعام 2023، والذي لم يدوم أكثر من 9 أشهر. وقد برر هذا التفكك غير المسبوق "بالانحراف عن الثوابت الدستورية والاستخدام المتعمد للتعبيرات المسيئة غير المقيدة"، وفقاً للقرار رقم. 16 من 2024 صدرت في 15 فبراير منذ أن أصبح ولي العهد، أكد الشيخ مشعل الأحمد الصباح، أمير الكويت الآن، على "تصحيح المسار". في أول خطاب له للبرلمان بعد أن أقسم، انتقد بشدة كل من الفروع التشريعية والتنفيذية للتواطؤ ضد مصالح البلاد. مفاجآت الانتخابات كانت المفاجأة الأولى للانتخابات هي العودة الكاملة للوجوه القديمة، بما في ذلك تلك التي تعتبر "صقور". فاز عبد الكريم الكنداري، النائب الذي أدت أفعاله إلى قرار الحل، بأغلبية ساحقة في الدائرة الثالثة بـ 9428 صوتًا. ومن المفاجآت الأخرى أن نسبة الإقبال على التصويت تجاوزت 62%، وهو معدل مشاركة مرتفع نظراً لأن الانتخابات جرت في نهاية شهر رمضان وسط افتقار الأمل للتغيير الحقيقي. وأكد هذا المشاركة العالية في الانتخابات قلق الجمهور من مستقبل تجربة الكويت الانتخابية ورغبة في الحفاظ عليها وسط حل البرلمان المتكرر. بالإضافة إلى ذلك، سلطت الانتخابات الضوء على المخاوف بشأن الاحتيال على الجنسية، وهي قضية رئيسية أثارتها الحكومة إلى جانب الحملة الانتخابية. على الرغم من التغييرات الطفيفة ، أدت الانتخابات إلى برلمان يسيطر عليه المعارضة ، حيث حافظت على 29 مقعداً من أصل 50 مقعداً ، على الرغم من تفتتها. يتم تقسيم المجلس بالتساوي بين سكان المدن (25 نائبا) والقبائل (25 نائبا). حصل الإسلاميون السنة على جزء كبير (ثمانية مقاعد للحركة السلفية) ، وذهب مقعد واحد إلى الحركة الإسلامية الدستورية (الإخوان المسلمون) ، مع وجود أعضاء إضافيين من التحالفات الوثيقة عبر مختلف الدوائر الانتخابية. فاز الإسلاميون الشيعة بثلاثة مقاعد، وعلى الأخص، شهدت الانتخابات انخفاضاً في نسبة الإقبال على المرشحين الشيعة، مع تفضيل المرشحين الليبراليين أو المستقلين بدلاً من ذلك. تحديات المستقبل كانت نتائج الانتخابات واضحة عندما اختار رئيس الوزراء المنتخب، الدكتور محمد صباح السليم، عدم تشكيل الحكومة القادمة بعد فترة ولايته القصيرة كرئيس للوزراء، مما دفع إلى تعيين رئيس وزراء جديد، الشيخ أحمد عبد الله الأحمد الصباح. كوزير أول كويت الحادي عشر، حكومته، التي هي الحادية والأربعين في تاريخ الكويت، ستورث تحديات التنقل عبر برلمان يسيطر عليه معظم المعارضة، والعلاقات البرلمانية المختلفة بسبب الأدوار الحكومية السابقة، والتوقعات لمعالجة القضايا الوطنية العاجلة، بما في ذلك الإصلاحات الاقتصادية والاحتيال على المواطنة. التوقعات وآفاق المستقبل يتنبأ المحلل السياسي الدكتور عايد مانع بـ "حرب القطع" بين البرلمان الجديد والحكومة القادمة. الأدوار الوزارية التاريخية لرئيس الوزراء الجديد وكيف تتطور هذه العلاقات يمكن أن تحدد المناخ السياسي المستقبلي. وسيكون نهج الحكومة في التواصل مع البرلمان ومعالجة مطالب النواب بشكل قانوني وسريع أمرًا حاسمًا في تجنب وجود شق محتمل. من هو رئيس الوزراء الجديد؟ الشيخ أحمد عبد الله الأحمد الصباح، ولد في 5 سبتمبر 1952، ويعود إلى سلالة مرموقة وقد شغل عدة مناصب وزارية رئيسية، مما يشير إلى ثروة من الخبرة في الحكم. خلفيته التعليمية في الاقتصاد والمالية، جنبا إلى جنب مع محفظة متنوعة في الأدوار الحكومية، يضع سابقة لنمط قيادته. ومع ذلك، فإن مساره إلى الأمام سيتطلب التنقل عبر المواجهات البرلمانية، مما يعكس التحديات السابقة خلال فترة ولايته الوزارية. وسيكون نهج رئيس الوزراء الجديد في تحقيق التوازن في العلاقات التشريعية ومعالجة القضايا الوطنية الحرجة محورياً في تشكيل المشهد السياسي والاقتصادي في الكويت.
Newsletter

Related Articles

×